التفكير الإيجابيّ: نظرة مختلفة
مؤخّرا، قرّر زميل أن يحضر درسا من دروس تطوير الذّات. سألته عن الرسم الذي سيدفعه فقال: ألف وخمسمائة ريال، ومدّة الدرس ساعتان، وسيكون موضوعه عن التفكير الايجابيّ. قلت: هذا مبلغ كبير؛ أكبر من الفائدة المرتجاة من مثل هذه الدروس، وما سيقوله المدرّب ستجده في كتاب صغير في المكتبة لا يتجاوز سعره الثلاثين ريالا. وكنت قرأت بعض المعلومات عن التفكير الايجابيّ واقتنعت بما يقوله منتقدوه من انه قد لا يكون أكثر من مجرّد فقاعة. فمعلّمو تطوير الذّات يزعمون انه لكي تغيّر حياتك، عليك أن تغيّر أفكارك. وكلّ ما عليك فعله هو أن تضع قائمة بالأشياء التي تريد تحقيقها، ثم تجلس وتنتظر وصولها إلى عتبة دارك. والتفكير الايجابيّ يزعم انه يمنحك المفتاح لتحقيق مستقبلك المنشود، أي أن واقعك الجديد سيتحقّق من أفكارك. لكن المشكلة انه يعلّمك أن تتجاهل مشاعرك الحقيقية. التفكير الايجابيّ، كما يقول منتقدوه، يقفل على وعيك داخل فقاعة، وأنت توجد فيها لوحدك مبتسما ومملوءا بالحياة والسعادة. والعيش داخل الفقاعة قد يُشعرك بالسعادة لبعض الوقت، لكنها ستنفجر في النهاية لأنك في كلّ مرّة تجبر نفسك على أن تكون ايجابيّا، فإن ال...