محطّات
تشوّش ذهني يحار المرء أحيانا وهو يرى ويقرأ هذا السيل المنهمر من الأخبار والتحليلات والقصص الإخبارية التي يقصفنا بها كل دقيقة، بل كلّ لحظة، هذا الجيش العرمرم من القنوات الفضائية والمحطّات الإذاعية والمواقع الاليكترونية التي لا ُتعدّ ولا ُتحصى. ومبعث الحيرة كامن في حقيقة أن الإنسان لا يعود يثق كثيرا بأحكامه ولا باستنتاجاته التي يكوّنها عن حدث ما أو قضيّة معيّنة. فالتحليلات والتفسيرات متضاربة والآراء والروايات متعدّدة ومتباينة، وهي حال تجعل ذهن المتلقي عرضة للتشوّش والارتباك والحيرة ومن ثمّ العجز عن تحليل الأمور وفهمها من خلال وضعها في سياقها المنطقيّ الصحيح. قد لا يكون من المناسب استدعاء نظريّة المؤامرة في كلّ حين، غير أنّ المرء لا يسعه سوى أن يتساءل: هذا الضخّ الإعلامي الصاخب والرهيب الذي يحكم قبضته علينا آناء الليل وأطراف النهار والذي يشلّ بزخمه وكثافته قدرة الإنسان العاديّ على التركيز والفهم، هل ُيراد من ورائه تغييب الحقيقة أو طمسها وإخفاؤها؟ هل هناك ثمّة جهة ما أو لعلّه أخ أكبر أو شبكة من القوى يهمّها أن تتوارى الحقيقة في زاوية بعيدة بحيث لا يعلم الناس بالضبط ماذا جرى و...