الرحلة الخيالية للإسكندر
مرّت قصّة وشخصية الإسكندر الأكبر بالكثير من التحوّلات في النصوص الشعرية والنثرية الشرقية على مدى ألف عام. وأكثر ما يلفت الانتباه في الأعمال المختلفة التي تناولت الموضوع هو مسار الرحلة الخيالي للبطل، أي الاسكندر، وخاصّة فيما يتعلّق بعلاقاته بالملكات من النساء اللاتي التقاهنّ أثناء حملاته العسكرية. وأقدم معالجة شعرية معروفة للقصّة هي ملحمة الشاهنامة للفردوسي التي كُتبت حوالي عام 1010 م، ويظهر فيها الإسكندر ضمن سلسلة الملوك الإيرانيين القدماء. وعلى ما يبدو فإن مؤلّفي الروايات اللاحقة كانوا على دراية بعمل الفردوسي، لكنهم صوّروا شخصية الإسكندر بحرّية فنّية أكبر. وعلى رأس هؤلاء يأتي الشاعر نظامي في كتابه "اسكندرنامه"، أو كتاب الاسكندر (1202)، وهو مزيج من الملحمة والرواية الرومانسية. ونظامي هو أحد أبرز شخصيات الشعر المكتوب بالفارسية. وقد عاش في أذربيجان في النصف الثاني من القرن الثاني عشر واشتهر بأنه شاعر صعب ومصقول، وشعره يتضمّن مفردات وتعبيرات وإشارات إلى العلوم المعروفة آنذاك. وفي كتابه عن الاسكندر، يصف نظامي مغامرات ومعارك القائد اليوناني أثناء سفره إلى نهاية العالم. و...