خواطر في الأدب والفن
كثيرا ما أستذكر من وقت لآخر تلك القصّة المشهورة؛ قصّة المعلّم والتلاميذ وكوب الماء، وأعتبر أن الدرس الذي تقدّمه هذه الحكاية، على بساطتها، من أعمق وأبلغ دروس التعامل مع متاعب الحياة. وملخّص القصّة أن أستاذا لعلم النفس كان يتحدّث الى قاعة مليئة بالطلاب، عندما رفع كوب ماء. وتوقّع الجميع أن يطرح عليهم السؤال المشهور عن "نصف الكوب الفارغ ونصف الكوب الممتلئ". وبدلا من ذلك، سأل الأستاذ الطلاب: ما مدى ثقل كوب الماء هذا الذي أحمله؟" وتراوحت إجابات الطلاب ما بين بضعة غرامات إلى بضعة أرطال. ثم قال الأستاذ: من وجهة نظري، فإن وزن هذا الكأس لا يهمّ. بل المهم هو المدّة التي أحتفظ به خلالها. فإذا حملته لمدّة دقيقة أو اثنتين، فهو خفيف إلى حدّ ما. أما إذا حملته لساعة، فإن وزنه قد يتسبّب في إيلام ذراعي. أما إذا حملته ليوم متواصل أو أكثر، فمن المحتمل أن تتشنّج ذراعي وأشعر بالخدر والشلل التام، ما قد يجبرني على إسقاط الكأس على الأرض. وفي كلّ حالة، لا يتغيّر وزن الكأس، ولكن كلّما حملته لفترة أطول شعرت بثقله أكثر". وبينما كان الطلاب يهزّون رؤوسهم موافقين، تابع أستاذهم كلامه...