المشاركات

عرض المشاركات من مايو 11, 2014

السائرون نِياماً

صورة
الرحلة الحقيقية ليست في أن ترى طبيعة جديدة، بل في أن ترى بعينين جديدتين. - مارسيل بروست قبل أيّام، كنت أقود سيّارتي في نفس الطريق الذي غالبا ما اسلكه كلّ يوم في طريقي من وإلى البيت. وتفاجأت عندما اكتشفت عند احد المنعطفات وجود حديقة صغيرة شُيّدت هناك على ما يبدو كخلفية لسوق أو مجمّع محلات تجارية. والغريب أنني لم انتبه لتلك الحديقة قبل ذلك على الرغم من أنني استخدم ذلك الطريق يوميّا تقريبا. والصورة التي كانت في ذهني عن ذلك المكان هو انه عبارة عن ساحة فارغة. وأكيد أن تلك الحديقة لم تظهر بين يوم وليلة، بل لا بدّ وأن الأمر استغرق أسابيع وربّما أشهرا لإنشائها. ومع ذلك فاتني أن ألاحظ هذا على الرغم من مروري من هذا المكان يوميّا. وخطر ببالي سؤال: هل أنا ممّن يمكن وصفهم بالسائرين وهم نيام، أي تلك الفئة من الناس الذين يشغلهم التفكير والاستغراق في المشاغل والاهتمامات الآنيّة عن ملاحظة العديد من المناظر والأصوات التي نصادفها يوميّا، ولكن تفوتنا ملاحظتها؟ في كثير من الأحيان، نمرّ من أمام أشياء أو تفاصيل ولكننا لا نراها لأننا مشغولون، أو أننا ننظر إليها ولكن لا نراها بطريقة واعية ومدر...

آلة الزمن/2

صورة
الضوء، بمعناه الواسع، سواءً كان أشعّة شمس أو شعاع قمر أو حتى ضوء شمعة أو مصباح، ظاهرة مثيرة للاهتمام. وستشعر بالدهشة من حقيقة انه وُجد شخص ما في هذا العالم عاش قبل أكثر من 2500 عام وخطر على باله مثل هذا السؤال الغريب والعبقريّ في آن: هل للضوء سرعة يمكن قياسها، أم أن سرعة الضوء لانهائية وبالتالي يستحيل قياسها؟ اليوم أصبح من المتّفق عليه أن الضوء له بداية ونهاية، وأن سرعته في الفراغ تُقدّر بـ 300.000 كيلومتر في الثانية. وهذا رقم ثابت ومتّفق عليه عالميّا بعد أن تمّ قياسه بالليزر. والمعروف انه عندما تتضمّن أيّة تجربة عنصر ليزر فإن من الصعب التشكيك في نتائجها. لكن في القرن الخامس قبل الميلاد، عاش في اليونان فيلسوف يُدعى إمبيدوكليس. وكان هذا الرجل يجادل بأن للضوء سرعة، وبأن تلك السرعة نهائية ومحدودة، أي انه يمكن قياسها. وقد اختلف معه أرسطو الذي ذهب إلى أن الضوء يسافر بشكل فوريّ ولا يحتاج لزمن كي يقطع المسافة بين نقطتين. واستمرّ الجدل الذي ثار بين إمبيدوكليس وأرسطو حول سرعة الضوء طوال الألفي عام التالية. وكان من بين من تناولوا هذه المسألة من خلال نظرياتهم وتجاربهم العديد من العل...