المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر 7, 2012

سارجنت وفنّ البورتريه

صورة
حتى لو كنت رسّاما متميّزا ومشهورا في نوعية معيّنة من الرسم وتكسب من وراء ذلك المال الوفير، قد يأتي يوم تشعر فيه بالملل على الرغم من أن شعبيتك كرسّام متخصّص في ذلك النوع تتطلّب منك الاستمرار في العمل. هذا هو المأزق الذي وجد جون سينغر سارجنت نفسه فيه بعد وقت قصير من بداية القرن الماضي، عندما كانت الأرامل الأوربّيات الثريّات مع بناتهنّ يتقاطرن على منزله كي يرسمهنّ هذا الفنّان الذي يعتبره الكثيرون الرسّام الأكثر نجاحا في التاريخ. لكن سارجنت كان قد بدأ يحتقر البورتريهات التي كان يرسمها ويجني من ورائها مبالغ طائلة من المال. ولم تكن هذه هي الصعوبة الوحيدة التي كانت تواجهه. فبالإضافة إلى حقيقة أنه لم يعد يرى في البورتريه فنّا عظيما، كانت قد بدأت تلوح في الأفق نذر العاصفة الكاسحة والقويّة التي اصطُلح على تسميتها في ما بعد بـ "الفنّ الحديث". أسلوب سارجنت وموضوعاته أصبحت تبدو قديمة الطراز مقارنة بأعمال بيكاسو وماتيس، بل وحتى مقارنة برسّام من جيله هو، أي كلود مونيه. بعض النقّاد كانوا يلمّحون إلى أن أعماله أصبحت عتيقة الطراز. وقال آخرون إنها تبدو كما لو أنها تنتمي...

انثروبولوجيا العقل في الإسلام

صورة
تابعت منذ يومين حوارا تلفزيونيا ممتعا مع د. علي مبروك أستاذ الأدب في جامعة القاهرة، تناول خلاله بعض ما تضمّنه كتابه الذي سيصدر قريبا بعنوان "انثروبولوجيا العقل في الإسلام". وقد بدأ المؤلّف حديثه بشرح ما يعنيه بالأصول الانثربولوجية للعقل في الإسلام، فقال إنها الآليات والأدوات التي تفسّر كيف تشكّل العقل في الإسلام وكيف تحكّم في تفكير المجتمعات العربية. يقول د. مبروك: لا يوجد شيء اسمه العقل الإسلامي. هناك العقل الذي ساد في الإسلام. العقل الإسلاميّ فكرة تقصر العقل على طريقة واحدة في التفكير، مع انه ليست هناك طريقة بعينها في التفكير فرضها الإسلام على الناس. والذي يقرأ التراث الإسلامي يجد انه كان ساحة لطرائق متعدّدة ومختلفة في التفكير. كانت هناك، مثلا، الأشعرية والمعتزلة، وكلّ منهما كان لها طريقتها المختلفة في التفكير. وما حدث هو أن العقل الأشعري هو الذي تسيّد الساحة بعد أن احتكر لنفسه صفة تمثيل الإسلام، وأصبح كلّ ما عداه عقولا خارجية أو لا إسلامية. ويضيف المؤلّف: العقل الإسلاميّ مفهوم أيديولوجي وغير علميّ، رغم انه فكرة مركزية في عمل مفكّر بارز مثل محمد اركون. والمشكلة أن ...