المشاركات

عرض المشاركات من يناير 25, 2009

نهر الأسلاف

صورة
الصيحة لا تصدر عنك. لست أنت الذي يتكلم. أسلاف بأعداد لا تحصى هم الذين ينطقون عبر فمك. أنت لا تعبّر عن رغباتك الشخصية وإنما تعبّر من خلال قلبك عن رغبات أعداد لا تحصى. إن موتاك لم يعودوا يقبعون في التراب، وإنما صاروا طيورا وأشجارا وهواء. انك تجلس بينهم وتستطعم بلحمهم وتستنشق أنفاسهم . لقد صاروا أفكارا وأحاسيس وها هم يحدّدون مشيئتك وسلوكك. إن أجيال المستقبل لا تتحرّك في الزمن اللايقيني بعيدا عنك. إنهم يعيشون وينشطون وتتملّكهم الرغبات داخل قلبك وكليتيك. واجبك الأوّل وأنت توسّع أناك في هذه اللحظة الموقتة التي تسير فيها على الأرض هو أن تفلح في أن تعيش المسيرة الخالدة. أن تحيا المرئي واللامرئي من ذاتك. أنت لست فردا. انك وحدة من جيش كامل. لحظة واحدة تحت الشمس تضيء وجها من وجوهك. وما أن تضيئه حتى تتحوّل عنه لتضيء وجها آخر أكثر شبابا. سلالتك هي الجسد الأكبر. فهي الماضي والحاضر والمستقبل. أنت تعبير لحظوي. أما عشيرتك فإنها الوجه. أنت الظل وعشيرتك اللحم. أنت لست حرّا. جموع من الأيدي تقبض على يديك وتتحرّك. حين تغضب، يرغي ويزبد احد أسلافك عبر فمك. وحين تحبّ، يتلعثم احد سكّان الكهوف. وعندما تخلد إلى ا...