المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر 5, 2017

ناسج الأحلام

صورة
أينما نظرت في لوحات هنري ماتيس ستجد أنسجة وأقمشة وأنماطا من كلّ شكل ولون. كان يحيط نفسه بكلّ شيء: أزهار ونباتات حيّة، اسماك في أحواض، عصافير في أقفاص، بلاط مزخرف وأواني وأشكال جبسية مختلفة وأقمشة ونُسُج ومطرّزات من مختلف الأنماط والأشكال والألوان. وقد جمع الرسّام كلّ هذه الأشياء خلال أسفاره العديدة وكان يحتفظ بها باعتبارها موارد مفيدة ولا غنى عنها لمكتبته البصرية. ثم وجدت طريقها إلى لوحاته ورسوماته التي يتداخل في نسيجها السجّاد والقماش الفاخر من كلّ شكل ولون. كان رسّامون مثل فان غوخ وسيزان وفويار يستخدمون الأنماط والأنسجة الورقية والإيقاعية في لوحاتهم لتكثيف الإحساس الذي تمنحه صورهم للناظر. لكن ماتيس ذهب خطوة ابعد بإعادة إنتاج الأنسجة الناعمة والألوان البديعة للحرير والقطن والمخمل والتافتا والتطريز بطريقة لم يسبقه إليها احد. لكن من أين جاء عشقه للأقمشة وألوانها وأنماطها المختلفة؟ ولد ماتيس ونشأ في بلدة في شمال فرنسا ملاصقة للحدود مع بلجيكا. وكانت البلدة مشهورة بصناعتها للأقمشة الفاخرة التي كانت تعتمد عليها شركات صنع الملابس في فرنسا. وعائلة والده كانوا من النسّاجين. ...

بيتهوفن: سيمفونية الرُّعاة

صورة
السيمفونية السادسة، أو سيمفونية الرُّعاة كما تُسمّى أحيانا، هي إحدى تحف لودفيغ فان بيتهوفن الكبيرة. وفيها يرسم صورة للطبيعة، وفي نفس الوقت يصف مشاعر الإنسان تجاهها. كان بيتهوفن عاشقا كبيرا للطبيعة، وقد استلهم أجواء هذه السيمفونية من مشاوير مَشيِهِ المنتظمة في الريف المحيط بفيينا. وكان من عادته أن يحمل معه دائما كرّاسا يدوّن فيه كلّ ما يخطر على باله من أفكار ومشاعر أثناء المشي. وقد كتب ذات مرّة في مفكّرته يقول: كم أشعر بالسعادة وأنا أمشي بين الأشجار والغابات والصخور والأرض العشبية. الغابات والأشجار والجبال تمنح الإنسان الإحساس بالصدى الذي يحتاجه". وفي الحقيقة، لم يكن بيتهوفن أوّل من صّور الطبيعة بطريقة سيمفونية. فقد كانت فكرة الريف والمراعي موجودة في الموسيقى منذ زمن طويل قبله. وكان هناك العديد من الأعمال الموسيقية التي تصف الرعاة والعواصف وغناء العصافير وغيرها من مظاهر الطبيعة. وسيمفونية الرُّعاة لا تحكي قصّة فحسب، بل تعكس أيضا مجموعة من الصور للطبيعة والفلاحين الذين يؤدّون أعمالهم بمتعة وفرح، وتعبّر عن مزيج من المشاعر التي يُظهرها الناس عادة عندما يذهبون إلى الريف. ...