جماليات النستعليق
كنت على الدوام شغوفا بالخطّ العربي، ولطالما نظرت إلى العديد من نماذجه متأمّلا ومستحسنا ومتمنّيا بنفس الوقت لو أنني أتقنها. وعلى مرّ سنوات، تعلّمت بعض أنواع الخط، كالرقعة والنسخ والديواني. لكن الخطّ الذي أحببته أكثر من غيره، وهو النستعليق، بدا لي دائما متمنّعا وبعيدا وصعبا. لكن لأن الاهتمام موجود والرغبة في التعلّم متوفّرة، فقد بدأت تعلّمه وما أزال أتعلّم. وأطمح في المزيد من التجويد والإتقان الى أن أتقنه بمثل ما أتقنه الخطّاط الذي أبدع النموذجين المرفقين هنا. وهذا يتأتّى بالمزيد من المران والتدريب. وقد لاحظت أن قواعد الكتابة بهذا الخط دقيقة وصارمة، بحيث لا تسمح بالكثير من التجريب والاجتهاد بعد أن استقرّت منذ حوالي ثمانمائة عام. ومن خلال التجربة، اكتشفت أن على من يريد إتقان هذا الخط ألا يخلط بينه وبين الخطّ الديوانيّ. وقد وقعت في نفس هذا الخطأ في البداية، لكن سرعان ما عدّلته واتبعت القواعد الأصلية. خطّ النستعليق فيه الكثير من الفنّ والشاعرية والإبداع. وإن أردت أن تتأكّد من هذا فما عليك إلا أن تلقي نظرة سريعة على المخطوطات القديمة المكتوبة بهذا الخطّ ومعظمها من ...