:تنويه

تنويه: كافة حقوق الموادّ المنشورة في مدوّنتي "خواطر وأفكار" و "لوحات عالمية" محفوظة للمؤلف ومحميّة بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية. .


الخميس، أكتوبر 23، 2025

خواطر في الأدب والفن


  • كان علي باشا، المعروف أيضا باسم أصلان أي "الأسد"، حاكما ألبانيّا مسلما شغل منصب الباشا العثماني للجزء الغربي من روميليا التابعة للإقليم الأوروبّي من الإمبراطورية العثمانية.
    في شبابه، كان باشا لصّا مكلّفا بالتعامل مع لصوص. وكان جنوده ومرتزقته من الألبان هم من استولوا في النهاية على بعض البلدات المستقلّة. ومن تلك الحملة، نشأت أسطورة تقول إن 22 امرأة من إحدى القرى ألقين بأنفسهن وأطفالهن من فوق جرف لكيلا يقعن بأيدي قوّات باشا عام ١٨٠٣.
    في اللوحة التي فوق من عام 1850، يرسم بول إميل جاكوبس علي باشا وزوجته المفضّلة كايرا فاسيليكي في لحظات حميمة قبيل إعدامه.
    كانت فاسيليكي قد ذهبت، وهي في سنّ الخامسة عشرة، الى بلاط علي باشا للتوسّط من أجل الإبقاء على حياة أبيها. وبعد أن استطاعت الحصول على عفو عنه، طلبها باشا للزواج فوافقت وانضمّت إلى حريمه. وبفضل جمالها وذكائها، أصبحت الزوجة الأثيرة عنده وسَمح لها بممارسة طقوس دينها المسيحي ورعاية بعض المبادرات الخيرية. وقد استخدمت نفوذها لإنقاذ حياة العديد من مواطنيها من اليونانيين.
    وبحلول عام ١٨٢٠، أزعجت طموحات علي باشا المتزايدة السلطان محمود الثاني والباب العالي في القسطنطينية. ولم يلبث الرجل أن أتُهم بالخيانة وحاصرت القوّات التركية مقرّه. وبعد عامين، أعدم في كنيسة كان قد لجأ إليها مع زوجته بانتظار عفو من السلطان. وأُرسل رأسه ليعلَّق فوق أبواب القسطنطينية، بينما عفا السلطان عن زوجته وسمح لها بالعودة إلى اليونان التي نالت استقلالها في تلك الأثناء بعد حرب دامت تسع سنوات.
    ذُكرت كايرا فاسيليكي في عدد من روايات القرن التاسع عشر مثل "الكونت دي مونت كريستو" لألكسندر دوما، وكتاب "حياة علي باشا الألباني" لريتشارد دافنبورت. كما رسمها العديد من الفنّانين. أما علي باشا فيظهر في الروايات التاريخية كقائد عصابة من قطّاع الطرق. لكنه أيضا عُرف بمهاراته الدبلوماسية والإدارية واهتمامه بالأفكار الحداثية وتديّنه الشعبي وقدرته على هزم العصابات التي كانت ترعب المنطقة وقسوته في فرض القانون والنظام.
    اعتبر اليونانيون باشا بطلا من أبطال حرب استقلالهم عن تركيا، بينما أُعجب به اللورد بايرون "كزعيم قادر وأمير حرب شديد المراس".
  • ❉ ❉ ❉

  • قرأت قصّة معبّرة عن عصفور صغير كان يعيش في غاية البهجة والسعادة. وذات يوم، وكان الوقت شتاءً والبرد قارساً، حاول العصفور الطيران، ولكن بسبب البرد تجمّدت أجنحته وسقط على الأرض. وكانت بقرة تمرّ من هناك بالصدفة، فأسقطت كومة من روثها وقعت مباشرة فوق الطائر فغطّته تماما. وداخل روث البقرة الكثيف، أحسّ العصفور بالدفء. وبعد قليل، ذاب الجليد عن أجنحته وشعر بالسعادة. ثم أطلق بعض التغريدات الخافتة معبّرا عن استبشاره وفرحه.
    وسمعَتْ غناءه قطّة كانت تمرّ بالقرب منه. وعندما حدّدت مكانه، هجمت عليه وافترسته في لمح البصر. وانتهت القصّة هنا. والعبرة منها هي أنه ليس كلّ من يُلقي عليك الروث هو عدوّك، وليس كلّ من يُخرجك منه هو صديقك بالضرورة. والأهم من ذلك كلّه، عندما تكون عالقا في الروث فالتزم الصمت وفكّر في طريقة للخروج منه بسلام.
  • ❉ ❉ ❉


    ❉ ❉ ❉

  • يقول العلماء إن البشر قد يواجهون بعض التغييرات المثيرة للاهتمام إذا استمرّت الاتجاهات الحاليّة في التكنولوجيا. ولطالما ساور القلق الكثيرين بشأن قضاء ساعات في العمل بالمكتب في وضع انحناء فوق لوحة المفاتيح، وتأثير ذلك على البشر على المدى الطويل.
    وتقول دراسة تعتمد على نموذج محاكاة إن ذلك قد يؤدّي إلى انحناء ظهور البشر ورقابهم بحلول عام 3000، بل وحتى المعاناة ممّا يطلق عليه العلماء "رقبة التكنولوجيا tech neck"، والتي تجعل الرقبة تميل قليلا إلى الأمام والأسفل كما لو أنها منحنية.
    كما تتنبّأ الدراسة بأن مستقبل التطّور البشري سيعاني من جماجم أكثر سُمكا وأدمغة أصغر حجما بحلول عام 3000، وهو أثر جانبي آخر للتكنولوجيا التي تجعلنا كُسالى وتؤدّي إلى فقدان بعض قدراتنا العقلية بسبب قلّة الاستخدام.
    وهناك مشكلة محتملة أخرى يسلّط النموذج الضوء عليها، وهي ما يطلق عليه البعض "مخلب النص text claw"، والذي يجعل اليد تبدو وكأنها تحمل هاتفا ذكيّا باستمرار.
    ظهر هذا النموذج لأوّل مرّة عام ٢٠٢٢ لتحذير الناس من الإفراط في استخدام التكنولوجيا. ولكن لنتذكّر أن استخدام الأدوات لآلاف السنين لم يغيّر شكل أيدينا، لذا من المرجّح أن طريقة استخدامنا للهواتف الذكيّة وأجهزة الكمبيوتر لن تغيّر شيئا أيضا. ومن المستحيل التنبّؤ بدقّة بما سيجلبه المستقبل. فالتطوّر عملية معقّدة للغاية، ولا توجد طريقة حقيقية للتحكّم فيه أو إجبار أجسامنا على التطوّر بطرق محدّدة. لكن من المرجّح جدّا أن ينتج عن التطوّر المستقبلي تغيّرات في السمات البشرية الأقدم، مثل لون العينين والشعر والبشرة وما الى ذلك.
  • ❉ ❉ ❉

  • اقتباسات...
    ○ إذا كانت لديّ صورة عنك ولديك صورة عنّي، فمن الطبيعي ألا نرى بعضنا البعض كما نحن في الواقع. ما نراه هو الصور التي كوّناها عن بعضنا البعض والتي تمنعنا من التواصل، وهذا هو سبب فشل علاقاتنا. ج. كريشنامورتي

    ○ يكون اللفظ فصيحا من أجل مزيّة تقع في معناه، لا من أجل جرسه وصداه. عبدالقاهر الجرجاني

    ○ لطالما فضّلت الأساطير على التاريخ. فالتاريخ مكوّن من حقائق تتحوّل في النهاية إلى أكاذيب. أما الأساطير فتتكوّن من أكاذيب تتحوّل في النهاية إلى حقائق. جان كوكتو

    ○ كلّ ما يفعله الهنديّ يتحرّك في دائرة، لأن قوّة العالم تعمل دائما في دوائر، وكلّ شيء يحاول أن يكون دائريا. السماء مستديرة، والأرض مستديرة كالكرة، وكذلك جميع النجوم. الرياح في أوج قوّتها تدور، والطيور تبني أعشاشها في دوائر. والشمس تشرق ثم تغرب مرّة أخرى في دائرة. والقمر يفعل الشيء نفسه، وكلاهما مستدير. الفصول أيضا تشكّل دائرة كبيرة في تغيّرها، وتعود دائما إلى حيث كانت. وحتى خيامنا مستديرة كأعشاش الطيور. الزعيم بلاك إلك

    ○ في عمق الشتاء، أدركت أخيرا أن بداخلي صيفا لا يُقهر. أ. كامو

    ○ سأل الأمير الصغير: وما الطقس؟" أجاب الثعلب: هذا أيضا شيء طواه النسيان منذ زمن. إنه ما يميّز يوما عن غيره وساعة عن غيرها. هناك طقس، مثلا، لدى صيّاديّ. يوم الخميس يرقصون مع فتيات القرية. لذا، يوم الخميس يوم رائع بالنسبة لي! أسافر فيه إلى كروم العنب. لو رقص الصيّادون في أيّ يوم، لتشابهت كلّ الأيّام ولما حظيت بإجازة قط. أ. إكزوبيري

    ○ الأرض مليئة بأطلال الإمبراطوريات التي اعتقدت أنها خالدة. ك. باغليا

    ○ أينما كنت، يتبعني العالم، يُشركني في همومه، لا يصدّق أنني لا أريده. الآن أفهم لماذا ذهب شعراء الصين القدماء إلى أبعد مكان وصعدوا إلى أعالي الجبال ثم تسلّلوا إلى الضباب الشاحب. ميري أوليفر

    ○ يطول الشتاء في المدن الريفية، يستمرّ حتى يصبح رثّا ومتهالكا، قديما وكئيبا. ش. إريكسون

    ○ الراحة النفسية هي أن نتمتّع بالمساحة والحرّية للتجوّل في أروقة ذاكرتنا الشاسعة والتأّمّل في ذواتنا، هي أن نستطيع التأمّل في ماضينا وتخيّل مستقبلنا وإصلاح أنفسنا. أوليفر ساك

    ○ وسط جبال الصيف المرتفعة
    انحنيت باحترام أمام
    أحذية التمثال الطويلة
    طالبا البَركة في رحلتي. ماتسو باشو

  • Credits
    maryoliver.com
    museumalipasha.gr/en