كلمة (manuscript) أي مخطوطة، مشتقّة من اللاتينية وتعني "مكتوب باليد". والكلمة تشير إلى المجهود اليدويّ الذي يبذله الكاتب في استنساخ النصوص. والمخطوطات تتضمّن عادةً أدلّة عن تاريخ التقنيات والأساليب المتّبعة في إعدادها، مثل تحضير الورق والحبر والألوان وأوراق الذهب والفراشي والأقلام وتخطيط الصفحات والرسوم والزخارف والتجليد وخلافه. في هذا الموضوع نتوقّف عند ثلاث مخطوطات تُعتبر بحقّ تحفاً فنّية عظيمة ونادرة. وما يميّزها أنها مخطوطات للمصحف الشريف. وسنشير إلى كلّ مخطوطة بالاسم الذي أصبحت تُعرف به في المتاحف والمزادات. الأولى هي مخطوطة المصحف التيموريّ، والثانية مخطوطة مصحف روزبيهان، والثالثة مخطوطة المصحف الفاطميّ. ومن الواضح أن أحد الأهداف من وراء إخراج هذه المصاحف النادرة بهذا الشكل هو استثارة ردّ فعل جماليّ في نفس وعين الناظر وإثراء التجربة الشعورية في الإمساك بالمصحف الشريف وتصفّحه. ولنبدأ أوّلا بالمصحف التيموريّ الذي بيع في المزاد مؤخّرا بمبلغ سبعة ملايين جنيه استرليني. هذا المصحف زُيّن بطريقة رائعة وكُتبت آياته على ورق ملوّن من زمن حكم سلالة مينغ الصينية. و...
في مكان ما من هذه المدوّنة، كانت هناك إشارة عارضة إلى القهوة في سياق الحديث عن النباتات العطرية. وأتذكّر أن قارئا قال وقتها إن رائحة القهوة هي من أجمل الروائح التي أودعها الله في الطبيعة. وأستطيع أن أقول إنني، مثل الكثيرين، متيّم بالقهوة رائحة ومذاقا. وأصبحت مع الأيّام خبيرا بنكهاتها وأنواعها ومذاقاتها التي تختلف باختلاف طبيعة المكوّنات والإضافات التي تُستخدم في صنعها. الفكرة التي تخطر في البال عند الحديث عن القهوة هي أنها فنّ. نعم، القهوة فنّ، لا اقلّ ولا أكثر. كما أنها أصبحت نوعا من أنماط الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها. واللافت للانتباه هو أن القهوة موجودة بالفعل في طعام الإنسان منذ أكثر من ألف عام. وهناك من يقول إنها المشروب الأكثر استهلاكا في العالم اليوم، كما أنها ثاني أكثر السلع تداولا بين البشر بعد البترول. وأعرف، بالمناسبة، زميلا لا يمكن أن يوقظه من نومه سوى شيئين: صوت فيروز ورائحة القهوة. طبعا معظمنا يحبّ فيروز ويطرب لسماعها، خاصّة في أوقات الصباح. وبالنسبة لي، اعتبر سماع أغنية لفيروز في الصباح خاصّة، بشير فأل وفاتحة خير. لكن لنبقَ في موضوع القهوة. قبل فترة قرأت خبرا يمكن ...
كان جون سنغر سارجنت أشهر رسّام للبورتريه في زمانه. وقد رسم هذا البورتريه الاستثنائي في بدايات اشتغاله بالرسم. كان يتمنّى أن يكسبه الشهرة. وقد تحقّق له ذلك، لكن ليس بالطريقة التي كان يتصوّرها. تعرّف سارجنت إلى فيرجيني غوترو ، وهي سيّدة مجتمع مشهورة وجميلة وزوجة مصرفي فرنسي بارز. وظلّ يطاردها لسنتين كي توافق على طلبه بأن تكون الموديل لهذه اللوحة. واختار الرسّام طريقة وقوفها بعناية فرسمها في وضع جانبي بجسد زجاجي وبشرة عاجية. وعندما أتمّ اللوحة وعرضها في صالون باريس في العام 1884، أثارت ما يشبه الفضيحة. فقد صُدم الناس بمكياج المرأة الأبيض الشاحب. وصُدموا أكثر لأن احد شريطي فستانها، في اللوحة الأصلية، كان منحسرا عن كتفها، وهي علامة اعتبرت غير لائقة في ذلك الوقت. وقد دفع ذلك فرجيني إلى اعتزال المجتمع، بينما اضطرّ سارجنت إلى إعادة رسم شريط الكتف بعد أن انتهى المعرض. ثم غادر باريس بعد ذلك الصخب مباشرة. لكنّه كان يصرّ دائما على أن البورتريه كان أفضل لوحة رسمها. في ما بعد، أي في العام 1916، باع الرسّام اللوحة إلى متحف المتروبوليتان الذي ظلّت فيه إلى اليوم. هذه اللوحة، البرتقالية كثيرا، يمكن أن ...